بسم الله الرحمن الرحيم
قال (ص) : عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة ، وازهدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم ، فإنها غرّارةٌ ، دار فناء وزوال ، كم من مغترّ فيها قد أهلكته ، وكم من واثق بها قد خانته ، وكم من معتمد عليها قد خدعتْه وأسلمته
واعلموا أنّ أمامكم طريقاً مهولاً وسفراً بعيداً ، وممرّكم على الصراط ، ولا بدّ للمسافر من زاد ، فمن لم يتزوّد وسافر عطب وهلك ، وخير الزاد التقوى
منذ زمن كان في عهد سيدنا موسى- عليه السلام- رجل من بني اسرائيل عاص لله تعالى ولم يترك الذنوب لمدة أربعين سنة، وقتها انقطع المطر ولم يعد هناك خير، فوقف سيدنا موسى وبنو اسرائيل ليصلوا صلاة الاستسقاء، ولا ينزل المطر، فسأل موسى الله تعالى، فقال له الله: «لن ينزل المطر، فبينكم عبد يعصيني منذ أربعين سنة، فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء»،
فقال موسى: «وماذا نفعل؟»، فقال الله: «أخرجوه من بينكم فإن خرج من بينكم نزل المطر».
فدعا موسى وقال: «يا بني اسرائيل.. بيننا رجل يعصي الله منذ أربعين سنة وبشؤم معصيته منع المطر من السماء ولن ينزل المطر حتى يخرج»، فلم يستجب العبد ولم يخرج، وأحس العبد بنفسه وقال: «يا رب، أنا اليوم اذا خرجت بين الناس فضحت وان بقيت سنموت من العطش، يا رب ليس أمامي الا أن أتوب اليك وأستغفرك، فاغفر لي واسترني»، فنزل المطر!
فقال موسى: «يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد»! فقال الله: «نزل المطر لفرحتي بتوبة عبدي الذي عصاني أربعين سنة»، فقال موسى: «يا رب دلني عليه لأفرح به»، فقال الله له: «يا موسى يعصيني أربعين سنة واستره، أيوم يتوب إلي أفضحه؟!»،
سبحانك اللهم وسعت رحمتك