توجد قوتان روحيتان: أحدهما قوي جداً، وهو الله سبحانه وتعالى الخالق القدير، والآخر ضعيف إذا قورن بالرب الإله، وهو الشيطان، عدو الله وعدو الإنسان اللدود. وكان الشيطان في الأصل ملاكاً عصى الله وسقط أمامه بسبب كبريائه فغضب عليه الله وطرده من وجهه، وقضى بأن يكون مصيره العذاب الأبدي في بحيرة النار عند إنتهاء الزمان. وللشيطان أتباع من الأرواح الشريرة الساقطة الذين يعملون معه ضد إرادة الله، محاولين إيقاع الضرر بأولاد الله.
بالرجوع إلى الإنجـيل نجد أن الرب يسوع المسيح تغلب على الشيطان والأرواح الشريرة بقوته الإلهية. أما نحن البشر فلا نستطيع مقاومة أي روح بدون الإستعانة بروح أقوى من الروح الذي نريد أن نقاومه. وبديهي أننا يجب أن نستعين بروح الله القدوس لكي نقدر أن نقاوم الشيطان. والكتاب المقدس يقول إن كل من يؤمن بالرب يسوع المسيح يحل عليه الروح القدس (أي روح الله العلي) ويسكن فيه دائماً. إذن بواسطة روح الله الساكن فينا نحن المؤمنين نستطيع أن ننتصر على الشيطان وأعوأنه، إذ نلتجيء إلى الله ونتكل عليه إتكالا كلياً. فعندما يكون الله معنا فمن يقدر علينا؟ كما يقول الكتاب المقدس : "إن كان الله معنا فمن علينا؟" (رومية 31
والكتاب المقدس يحذرنا من الشيطان ويعلمنا كيف نحاربه فيقول: "إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتعله هو، فقاوموه راسخين في الإيمان" (1بطرس 8:5،9) ويقول أيضاً محذُراً إيّانا من مكايد إبليس: "إلبسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس. فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من أجل ذلك، إحملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا. فإثبتوا، ممنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر، وحاذين أرجلكم بإستعداد إنجيل السلام، حاملين فوق الكل ترس الإيمان، الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح، الذي هو كلمة الله" (أفسـس 11:6ـ17). هذا هو السلاح الذي يرشدنا إليه الكتاب المقدس لإستعماله ضد إبليس الشيطان وملائكته. علينا أن نثبت في حياتنا برئيس الإيمان ومكمّله الرب يسوع المسيح، القادر أن يحفظنا من كل شر، ويخلّصنا من مكايد إبليس، ويخلّص حياتنا، ويفدي نفوسنا، فهو الكلمة المتجسّد، الإله الذي ظهر في الجسد، الذي أحبنا إلى أقصى درجات المحبة المضحية لدرحة أنه وضع نفسه لأجلنا بموته على الصليب. فعلينا أن نثبت في المسيح وهو فينا، وعندها لا تستطيع قوة الشرّ أن تغلبنا، إذ أن الرب يسوع المسيح "في حضرة الله، حي على الدوام ليتضرع من أجلهم (المؤمنين به) ويحامي عنهم!" (عبرانيين 25:7).