بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ٍّّاٍلٍرٍجٍوٍلٍةٍ مٍاٍبٍيٍنٍ اٍلٍمٍضٍمٍوٍنٍ وٍاٍلٍمٍظٍهٍرٍٍٍّ
الرجولة وصف يمس الروح والنفس والخلق
أكثر مما يمس البدن والظاهر
فرب إنسان أوتي بسطة في الجسم
صحة في البدن يطيش عقله فيغدو كالهباء
ورب عبد معوق الجسد قعيد البدن
وهو مع ذلك يعيش بهمة الرجال
فالرجولة مضمون قبل أن تكون مظهراً
فابحث عن الجوهر ودع عنك المظهر
فإن أكثر الناس تأسرهم المظاهر ويسحرهم بريقها
فمن يُجلّونه ويقدرونه
ليس بالضرورة أهلاً للإجلال والتوقير
ومن يحتقرونه ويزدرونه
قد يكون من أولياء الله وعباده الصالحين
وقد ثبت عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنه قال
مر رجل على رسول الله صل الله عليه وسلم
فقال / ما تقولون في هذا؟
قالوا/ حري إن خطب أن ينكح
وإن شفع أن يشفع
وإن قال أن يسمع
قال/ ثم سكت
فمر رجل من فقراء المسلمين فقال /
ما تقولون في هذا؟
قالوا / حري إن خطب أن لا ينكح
وإن شفع أن لا يشفع
وإن قال أن لا يسمع
فقال رسول الله صل الله عليه وسلم /
‘هذا خير من ملء الأرض مثل هذا‘
رواه البخاري
وعن أبي هريرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال /
‘رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره‘
رواه مسلم
مفاهيم خاطئة
- محاولات إثبات الذات
التي غالباً ما يلجأ إليها الشباب المراهق
فيصر على رأيه ويتمسك به بشدة
حتى تغدو مخالفة الآخرين مطلباً بحد ذاته
ظناً منه أن هذه هي الرجولة
- التصلب في غير موطنه
والتمسك بالرأي وإن كان خاطئاً
والتشبث بالمواقف والإصرار عليها
وإن كانت على الباطل
ظناً أن الرجولة ألا يعود الرجل في كلامه
وألا يتخلى عن مواقفه وألا يتراجع عن قرار اتخذه
وإن ظهر خطؤه أو عدم صحته
- القسوة على الأهل
إعتقاداُ أن الرفق ليس من صفات الرجولة
وأن الرجل ينبغي أن يكون صليب العود شديداً
لا يراجع في قول ولا يناقش في قرار
فتجد قسوة الزوج على زوجته
والوالد على أولاده
والرجل على كل من حوله
مع أن أكمل الناس رجولة كان أحلم الناس
وأرفق الناس بالناس مع هيبة وجلال لم يبلغه غيره
صل الله عليه وسلم
مقومات الرجولة
إن الرجولة نعت كريم
لا يستحفه الإنسان حتى يستكمل مقوماته
واتصف بمواصفاته
ومن هذه المقومات/
* الإرادة وضبط النفس
وهو أول ميدان تتجلى فيه الرجولة
أن ينتصر الإنسان على نفسه الأمارة بالسوء
فالرجل الحق هو الذي تدعوه
نفسه للمعصية فيأبى
وتتحرك فيه الشهوة فيكبح جماحها
وتبدو أمامه الفتنة فلا يستجيب لها
فيقود نفسه ولا تقوده
ويملكها ولا تملكه
وهذا أول ميادين الإنتصار
* علو الهمة
وهي علامة الرجولة
وهي أن يستصغر المرء
ما دون النهاية من معالي الأمور
ويعمل على الوصول إلى الكمال
الممكن في العلم والعمل
وقد قالوا قديماً /
‘‘الهمة نصف المروءة"
وقالوا /
‘‘إن الهمة مقدمة الأشياء فمن صلحت له
همته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من الأعمال‘‘
* النخوة والعزة والإباء
فالرجال هم أهل الشجاعة والنخوة والإباء
وهم الذين تتسامى نفوسهم عن الذل والهوان
والراضي بالدون دني
* الوفاء
والوفاء من شيم الرجال
التي يمدحون بها
كيف لا
وقد كان أهل الشرك يفتخرون به
قبل أن يستضيئوا بنور الإسلام
همسة أخيرة
لقد كانت الرجولة إرثاً يتوارثه الناس
لا تعدو أن تكون بحاجة إلا
إلى مجرد التهذيب والتوجيه
أما اليوم فقد أفسدت المدنية اناس
وقضت على معالم الرجولة في حياتهم
فنشكو إلى الله زماناً صرنا فيه بحاجة إلى التذكير
بالشيم والمكارم وأخلاق الرجال
ولكن الرجل يبقى رجلا لا تغيره الازمان ولا الظروف المحيطة به...
انتضر ارائكم الجميلة..تحياتي